Viernes, 13 Diciembre 2024

تكريم عن بعد

تكريم عن بعد

بقلم محمد أمزيان العوفي

نشر ابن العم، محمد أمزيان العوفي، القاطن بمدينة الناظور، مشكورا جزبل الشكر وممنونا غاية الامتنان، مقالا رائعا في حقي، وصفه بأنه تكريم لي عن بعد، أي من الناظور إلى طنجة، وذلك في الجريدة الإلكترونية أريفينو، ذات الانتشار الواسع في ربوع الريف، الصادرة من مدينة الناظور.

نص التكريم

تميزت نهاية السنتين (2020 و 2021) بصدور وظهور كتابين لامعين وهما: "آل العوفي" و"من الذاكرة"، لصاحبهما عبد الحق العوفي، سليل تغزوت، الموطن الأصلي للعوفيين.

الأول (آل العوفي)، راية مدعمة بمحاور ثمانية، والثاني: نجمة خماسية وسطية، لمحطات من ربوع الوطن.

وهاتان السنتان الجليلتان، سنتا الأمل والتاريخ، وبداية التوثيق لآل العوفي، سنتان اتسمتا بولادة توأمين طالعهما سعيد، موشومان بإرهاصات اليمن والبركة لشجرة العوفيين، يحملان نفس الجينات، وتجمعهما نفس الصلات، ويتفاوتان في بعض الهبات والميزات، ورغم ذلك فهما وجهان لعملة واحدة، الأول ثقيل في الميزان، يرصد رجالات متجذرة في تاريخ آل العوفي من خلال 300 سنة، من أمهات الكتب العوفية الأصلية والكلاسيكية، مونوغرافي التأليف لجذور شجرةعوفية عريقة، تتغذى خلاياها بدماء واحدة.

والثاني (من الذاكرة)، خفيف على اللسان، جميل الشكل والفن، يروم الواقع الأصيل، الذي عايشه الكاتب مع صفوة من خلانه وأحبابه وأبناء أعمامه وأترابه. نكهة خاصة مميزة، بانورامي العرض لسـرد رصيد تاريخي، ينضح بمخزون ذكريات جميلة محلية ووطنية، استجوابا للذاكرة العوفية، ترسخت منذ الطفولة والشباب من تلقاء نفسها.

ومن آياتهما أن خلق منهما الكاتب مودة ورحمة، ووشائج ترابط وتساكن وتآزر وتضامن وتعارف، ومن مشتقاتهما لمات عائلية، جمعت القاصي والداني للسلالة العوفية والزمورية ، كما جعل منهما ميثاق عهد ووعد ووفاء.

قراءتهما مفيدة، لفك مفتاح رموزخريطة العوفيين، سلوكيا ونفسيا واجتماعيا وثقافيا وايدلوجيا وعلميا... معرفة موطنهم ومحتدهم، ونواة نسبهم، وفسيفساء عادتهم، وتقاليدهم وثقافتهم الدينية والفقهية والأدبية والعلمية، ومشاهيرهم ونجومهم. فهما مقاربة للظواهر الفسيولوجية والسوسيولوجية، والإيكولوجية والاقتصادية لهذه العائلة الندية الشريفة.

فبشرى لنا جميعا كأصليين وفرعيين، وطوبى لصاحبهما.

الآية الثالثة، موقع آل العوفي الالكتروني (http://www.sitaher.mohamedaoufi.com)، الموقع المتميز للفن التكنولوجي، مستودع للكلمة والصورة والصوت، معزز بالوثائق والمستندات والرسوم والخرائط. وهو عولمة جديدة سريعة للمنشورات الإلكترونية، مسايرا العصـرنة والحداثة لكافة العقول والاعمار، والميولات والهويات. فما على العوفيين إلا أن ان يختاروا لموائدهم ما لذ وطاب، هنيئا مريئا.

  وهذه العناصر الثلاثة، مفاتيح الولوج للتعرف على مجاهيل لغز العوفيين، وتذليل العقبات للوصول الى كنههم، وسراديبهم الظاهرمنها والمضمر.

يتأكد الآن وفي آخر المطاف، بأن هذا المجهود والسعي الحثيث، مطوق بالثناء والحمد لله، لنتيجة رائدة ومساهمة فعالة، كخطوة أولى بادر إليهـا مؤرخ العائلة، مقدما سجـل عدل رسمي، ووثيقة دستورية لآل العوفي، كنموذج يتحدى الزمن والتاريخ.

ومن وجهة النظر هذه، ألا يستحق راعي شجرة العوفيين، هذا الجندي المغوار، نياشن الفخر والاعتزاز؟

بلى والله. لك منا، أيها الأخ الكريم، وابن عمنا الغيور، ويا راعينا الوفي الصدوق، كل الثناء والتقدير والتبجيل والتكريم.

وأخيرا أقول: بارك الله فيك، ياعبد الحق وفي أمثال أمثالك، ولك منا كل الثناء والتقدير والتكريم والتبجيل. "وسلام عليك يوم ولدت ويوم تبعث حيا.