سي عبدالسلام العوفي
- Visto: 7895
♦ هو سي عبدالسلام، بن سي محمد أمقران، بن سي محمد، بن سي الطاهر العوفي.
♦ ولد في اليوم الثاني من ربيع الثاني عام 1325هـ. موافق، 15 ماي1907م، بقرية وردانة، بني وليشك. وهو أصغر إخوانه الذكور.
♦ بدأ دراسته في الكتاب القرآني بمسقط رأسه، ثم تابع الدراسة في بعض المساجد المشهورة في القبائل المجاورة، ثم التحق بعد ذلك بجامعة القرويين بفاس.
♦ رغم أنه لم يدرس اللغة الإسبانية، فإنه كان يستطيع التواصل بها بدون صعوبة، إلى جانب إتقانه، طبعا، للغة الأمازيغية (الريفية) والعربية.
♦ تدرج في سلم الوظيفة، حيث بدأ ككاتب لدى إحدى المحاكم الشرعية، ثم ترقى إلى منصب خليفة القاضي، ثم أصبح بعد ذلك قاضيا على قبيلة تفرسيت، وبني وليشك التي استمر فيهما إلى حين وفاته.
♦ كان شغوفا بالقراءة واقتناء الكتب، إذ كان يملك خزانة تضم العديد من أمهات الكتب في مختلف مجالات المعرفة، وخصوصا في المجال الديني، من فقه وتفسير وحديث وغيرها...
♦ وكان رجلا سمحا، ذا شخصية قوية، يحظى بتقدير واحترام جميع الناس، وكان عطوفا على أسرته، وحليما بأقاربه، يقضي حاجة كل محتاج يلجأ إليه... كما كان رجلا اجتماعيا متواضعا مع جميع الناس. فقد عرف عنه أنه حينما كان يعود إلى منزله في آخر النهار، وقبل أن يدخل على أولاده، كان يحرص على أن يعرج على الغرفة التي يقيم فيها الفلاحون، ليسأل عن أحوالهم وعن سير العمل في الأرض، ويتبادل معهم أطراف الحديث، وقد يقضي معهم مدة قد تطول، فيتناول معهم طعام العشاء على نفس المائدة..
♦ تزوج من قبيلة بني سعيد، بيامنة، كريمة محمادي أشن، الذي كان قائدا على القبيلة نفسها، وكان من أشهر أعيانها. أنجب ثمانية أبناء: خمس بنات، كلهن ربات بيت (ثريا، مليكة، زبيدة، كنزة، حسنة)، وثلاثة أولاد (محمد، الحسن، نجيب).
♦ كانت زوجته ربة بيت ماهرة في فنون الطبخ، يشهد لها الجميع بالذوق الرفيع فيما تطهوه، وتنال الثناء من كل من يتذوق طعامها..
♦ مات شهيدا، وذلك يوم الاثنين، 10 ذي القعدة عام 1375 هـ، موافق 18 يونيو سنة 1956م. ودفن بتغزوت.
♦ هذه شهادة في حق سي عبدالسلام العوفي، من أحد زملائه القضاة المعاصرين له، الحاج العربي الورياشي، وردت في كتابه الذي يحمل عنوان: الكشف والبيان في سيرة بطل الريف الأول سيدي محمد أمزيان. يقول في صفحتي 182 و 183:
".... الفقيه الأجل الأفضل القاضي المرحوم السيد عبد السلام بن الشيخ المرحوم الفقيه العلامة القاضي سيدي محمد العوفي رحمهما الله تعالى، كان يرافق مولاي شعيب الإدريسي أيام دراستهما في فاس، ثم رجعا إلى مسقط رأسهما، وكانا دائما مجتمعين.
تولى السيد عبد السلام الكتابة، ثم صار خليفة للقاضي، وبعد ذلك تولى القضاء في قبيلتي بني وليشك وتفرسيت استقلالا، وقام بالمهمة بجد ونشاط وحزم، وكان فيه شجاعة وإقدام، وكان ذا غيرة على وطنه ودينه، يخاطر بنفسه في سبيل تحرير وطنه، وكان حليما كريما، ذا مروءة وعفاف وصون، وكان بارا بوالده الشيخ الوقور رحمه الله، وكانت المراقبة المحلية دائما له بالمرصاد، تبغضه وتنصب له الحبائل..."
أبناؤه، حسب تاريخ الازدياد
حسنة |
كنزة |
زبيدة |
مليكة |
ثريا |
|||
من مواليد تغزوت، أعمال حرة. متقاعد. متزوج وله خمسة أبناء: بشرى - عبدالسلام - هاجر - بثينة - محمد. يقيم بطنجة |
من مواليد تغزوت، ربة بيت. متزوجة بعبدالعزيز الإدريسي، ولها خمسة أبناء: وسيمة، محمد، إلهام، أسماء، لمياء. تقيم بالناظور |
من مواليد تغزوت، ربة بيت. متزوجة بأحمد اطراري، ولها ثلاثة أبناء: إلياس، سهام، منير. تقيم بمليلية | من مواليد تغزوت، وكيل عام لدى محكمة الاستئناف بالرباط، متقاعد. متزوج وله أربعة أبناء: محمد أمين، حسن، سونيا، يونس. يقيم بالرباط | من مواليد تغزوت، ربة بيت. متزوجة بحسين اطراري. تقيم بطنجة | من مواليد تغزوت، أعمال حرة. متوفى. متزوج، وله ثمانية أبناء: نورالدين، منصف، أسامة، حجاج (متوفى)، غزلان، أشرف، شفيق، محمد | من مواليد تغزوت، ربة . متزوجة بمحمد سي محند العوفي، ولها خمسة أبناء: أمل، حكيمة، إكرام، توفيق، ناصر. تقيم بالناظور |
من مواليد تغزوت، ربة ربة بيت. متزوجة بعبدالرحمن الإدريسي، ولها ثلاثة أبناء: شفيق، محمد، نورالدين. تقيم بالرباط |
أحفاده، حسب ترتيب الحروف الهجائية
أمل محمد سي محند العوفي
|
إلياس أحمد اطراري
|
إلهام عبدالعزيز الإدريسي
|
إكرام محمد سي محند العوفي
|
أسماء عبدالعزيز الإدريسي
|
|||
سهام أحمد اطراري
|
صونيا الحسن سي عبدالسلام العوفي
|
حكيمة محمد سي محند العوفي
|
بشرى نجيب سي عبدالسلام العوفي
|
||||
محمد عبدالرحمن الإدريسي
|
عبدالسلام نجيب سي عبدالسلام العوفي
|
||||||
وسيمة عبدالعزيز الإدريسي
|
منير أحمد اطراري |
نورالدين عبدالرحمن الإدريسي |
|
بعض وثائقه
بطاقة التعريف خاصة بالموظفين، كانت تمنحها النيابة العامة التابعة للمندوبية السامية الإسبانية بالمغرب
ظهير التعيين كقاض على قبيلتي بني وليشك وتفرسيت، صادر بتاريخ 15 أبريل 1950
وكان كل تعيين يتم بظهير يصدره الخليفة مولاي الحسن بن المهدي بتطوان، بإفادة من وزارة العدلية في الحكومة الخليفية،
وبمصادقة من المندوب الإسباني في المنطقة، ثم تقوم وزارة العدلية بإبلاغ المعني بالأمر بالتعيين والصفة.
ملابسات حول ظروف موته!
لقد مات شهيدا كما سبق ذكره، وذلك نتيجة طعنة غادرة بالسلاح الأبيض من المجرم المدعو، عبدالصادق بن علال (أونونا الوليشكي)، بتواطؤ مع أخيه المدعو محمد. كان ذلك عشية يوم الأربعاء، 13 يونيو سنة 1956، مباشرة بعد خروج المرحوم من المحكمة، ونقل على إثرها إلى مستشفى بمدينة الناظور، وهنالك، بعد خمسة أيام فقط، لفظ أنفاسه الأخيرة (الاثنين، 18 يونيو 1956).
وعلى الرغم من أن المجرم قد اعترف بجريمته الفضيعة، وحكم عليه بالإعدام الذي لم ينفذ!
وأخذا بعين الاعتبار شهادة زميله القاضي الحاج العربي الورياشي، صاحب الكتاب المذكور آنفا. وهو بالمناسبة، نفس قاضي قبيلة بني بويحيي، الذي تولى محاكمة هذا المجرم. إذ يقول في إحدى فقرات شهادته: "كان (الشهيد) ذا غيرة على وطنه ودينه، يخاطر بنفسه في سبيل تحرير وطنه...".
وبناء على مواقفه الوطنية الشجاعة إزاء قضية استقلال ووحدة الوطن، التي كان يجهر بها في كل المناسبات، وفي كل المحافل والمجالس..
واستحضارا لما كان يروج آنذاك من كلام حول تقصير أو تقاعس السلطات الإسبانية في التعامل مع الجريمة، الشيء الذي اعترفت به هي نفسها ضمنيا، عندما صرحت بأن الجريمة قد وقعت في ظرفية خاصة، تتعلق بمرحلة انتقالية! إشارة إلى الفترة التي قد تم فيها الإعلان عن استقلال وتوحيد المغرب سنة 1956...
وعليه، فإن كل ما تقدم ذكره، يعطي الشرعية التامة لطرح التساؤل التالي: هل المجرم، ياترى، قد ارتكب فعلته الشنعاء هذه من تلقاء نفسه، وبدون إيعاز من أية جهة من الجهات؟؟؟
هذا، وفي بداية الستينات، أي بعد أن قضى المجرم المحكوم عليه بالإعدام نحو عشر سنوات في السجن، راجت في منطقة الريف إشاعات قوية، مفادها بأن هناك نية في عدم تنفيذ حكم الإعدام على المجرم، مما دفع شقيقه، الحاج سي محمد، إلى القيام بالعديد من التحركات على مستوى الجهات العليا في المملكة.. وهكذا رفع إلى الديوان الملكي رسالة يلتمس فيها من الملك الحسن الثاني إصدار أمره المطاع بتنفيذ الحكم الصادر عن المحكمة في حق المدان.. كما قدم شكاية أخرى في نفس الموضوع إلى وزارة العدل بالرباط..
وفيما يلي اقتطف أهم فقرة وردت في مسودة الرسالة المرفوعة إلى الملك، وذلك بصفته الوكيل الشرعي عن عائلة شقيقه المرحوم، يستعطفه ويناشده فيها، باسم دموع الزوجة الثكلى، وباسم الأبناء اليتامى الذين حرموا من أبيهم ، أن يصدر أمره بتنفيذ حكم المحكمة في قاتل أبيهم... وهي مسودة مخطوطة وطويلة تقع في صفحة ونصف:
"... أنا الموقع أسفله، العوفي محمد، قاضي المحكمة الشرعي بغفساي، ورئيس محكمة السدد بها، والوكيل الشرعي عن عائلة شقيقي المرحوم عبدالسلام العوفي، قاضي بني وليشك وتفرسيت بإقليم الناظور، الذي ذهب ضحية اعتداء شنيع يوم 13 يونيو عام 1956 من طرف القاتل المسمى عبدالصادق أونونا الوليشكي، الذي أبى بطيشه السافر وتعمده الحاقد إلا أن يطعن شقيقي المذكور بطعنات قاتلة ذهبت به إلى دار البقاء، وترك وراءه ثمانية أطفال أبرياء عرضة لليتم والحرمان، وأرملة منكوبة هدفا للشقاء والعذاب... أقول بصفتي وكيل عن عائلة شقيقي المرحوم، ألتمس من سدتكم العالية أن تصدروا أمركم الشريف بتنفيذ حكم الإعدام في حق القاتل، الذي أصدرته المحكمة الابتدائية ببني بويحيي بإقليم الناظور، بتاريخ 20 غشت 1956، تحت عدد 97، رقم الدفتر4، صحيفة 271، والذي أيدته محكمة الاستئناف الأول بالناظور، بيتاريخ 15 أكتوبرسنة 1956، تحت عدد 42، من كناش 4، وصحيفة 15. والذي أيد أيضا من طرف محكمة الاستئناف الشرعي الأعلى بتطوان، بتاريخ 29 يناير سنة 1957 تحت عدد 4695، رقم الصحيفة 50، دفتر الجنايات 6، رقم 1966..."