شفيق الإدريسي، في كتاب آل العوفي
- Visto: 3245
في كتاب "آل العوفي"
الذائعو الصيت من آل العوفي المعاصرين
في المجال الديني |
الترجمة الذاتية لشفيق الإدريسي، كما وردت على لسانه:
♦ أنا من مواليد 11 فبراير 1960 بالناضور. متزوج، ولي ثلاثة أبناء: مريم ومحمد وعبدالله.
♦ دراستي الإبتدائية كانت بمدرسة ابن خلدون بالناضور، والإعدادية بين إعدادية ابن مشيش بأشاون ثم إعدادية عمر بن عبدالعزيز التقنية بوجدة، والثانوية كانت بين ثانوية الكندي وثانوية عبد الكريم الخطابي بالناضور، وثانوية ابن الخطيب بطنجة. بعد ذلك انتقلت إلى فرنسا (Aix-en-Provence) لدراسة الإقتصاد لسنة واحدة، ثم عدت إلى الرباط لأسباب صحية، والتحقت بكلية الحقوق في جمامعة محمد الخامس، لأحصل على الإجازة في القانون الخاص سنة 1986.
♦ انخرطت في ميدان الصناعة بمختلف أنواعها بين مدن الرباط، ثم الدارالبيضاء، ثم مراكش، ثم تمارة.. ثم مارست الفلاحة بسيدي سليمان، والعقار بمراكش وطنجة،،
♦ ولموانع صحية وميولات علمية وفكرية، تركت كل ذلك لأتفرغ للعمل الثقافي والإصلاحي، من خلال خطبة الجمعة بالرباط منذ سنة 2008، والمشاركة في الندوات، وإلقاء المحاضرات في مختلف ربوع المغرب وخارج المغرب.. بالإضافة إلى عشرات من الدروس في مختلف القنوات الفضائية المغربية والأجنبية، وقاسمها المشترك دائما هو تجديد قراءة الدين، لأن الدين جاء ليسعد الإنسان لا ليشقيه، و تخصصت في علم المعنى والمقصد، لأنه اللب والجوهر..
هذا، وبالإضافة إلى ما ورد في الترجمة الذاتية لشفيق الإدريسي، فإنه يعتبر من الأئمة المميزين بالمملكة، ومن أشهر مؤطري الحجاج المغاربة، كما يعد مرجعا يلجأ إليه الحجاج وغيرهم للاستشارة في كثير من القضايا المتعلقة بالحج، حيث تحسب له في هذا المجال كثير من المساهمات الفكرية والعلمية..
ْوكمثال على ذلك، أدرج الموضوع التالي، المنقول عن جريدة التجديد، نشرته يوم 20 أكتوبر من سنة 2013.. كتبته حبيبة أوغانيم، تحت عنوان: "شفيق الإدريسي: الحج بمثابة توبة العمر لذلك ينبغي أن تستمر".
تقول فيه ما يلي:
"بعد أن قضى الحجاجُ عبادةً من أعظم العبادات، وقربةً من أعظم القربات، إذ تجشموا صعوبات السفر وتنقلوا بين البقاع يؤدون المناسك واحدا تلو الآخر حتى عادوا كما ولدتهم أمهاتهم. بعد كل هذا هل يحافظ الحجاج على ثمرة ما بذلوا من جهود؟ وهل يسعون إلى عدم التلوث بالمحرمات مرة أخرى، فيكونون كالذي هدم ما بناه؟
أسئلة وأخرى تطرح للمناقشة في التقرير التالي: أول ما يتبادر إلى الذهن بعد عودة الحجاج إلى ديارهم وقد أدوا عدة مناسك هو: هل يحافظ الحاج على عهده مع الله؟.
يجيب الدكتور شفيق الإدريسي أستاذ جامعي في الدراسات الإسلامية بالرباط ومؤطر لعدد من أفواج الحجاج، في تصريح ل "التجديد" أن "الحج هو تجديد للعهد مع الله، وفي كل المشاعر تجديد للعهد مع الله" ويحذر الإدريسي الحاج من أن يتحلل من هذا العهد فيدخل في منطوق الآية الكرية: "ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها".
ويؤكد الإدريسي على أن آيات عديدة من القرآن الكريم تشدد على أهمية الاستمرارية في التقوى بعد الحج كقوله تعالى في سورة البقرة "اتقوا الله الذي إليه تحشون" بعد الحديث عن الحج، وقوله تعالى أيضا "وإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله"، أي حافظوا على جذوة الذكر.
وأضاف الإدريسي "نعلم أن الحج هو بمثابة توبة العمر لذلك ينبغي أن تستمر تلك التوبة بقية العمر بعد أداء مناسك الحج الذي يعد بمثابة انقلاب إلى الله وسفر إليه.
والحاج بعد عودته من الديار المقدسة قد فتح صفحة بيضاء في حياته نقية، ولبس ثيابا طاهرة، وفي هذا كل التحذير من العودة إلى الأعمال المخزية التي تبعد عن طريق الاستقامة لله عز وجل.
حرارة الاستقبال
الكل ينتظر الحاج بشوق، أسرته وأقرباؤه ومعارفه، ولهذا فحرارة الاستقبال تكون عالية وقد تنقلب إلى حرارة مفرطة وذلك حينما ينهل من المحرمات، وهو ما يتابعه الناس عند بعض الحجاج من تفشي بعض المظاهر المشينة من رقص وغيره من العادات السيئة.
الدكتور شفيق الإدريسي يقول بهذا الصدد أن الحاج حين يعود ويجمع أسرته وعائلته ومعارفه ليحدثهم عن الحج ومشاهداته ويذكرهم ليحثهم على الحج، فهذا أمر محمود، خاصة إذا لم يكن خلال هذا الاجتماع تبذير ولا ارتكاب للمحرمات.
وأشار الإدريسي إلى أن استقبال الحاج وارد في السنة من خلال الحديث الذي يحث على مصافحة الحاج ومضمونه: "إذا لقيت الحاج فصافحه واطلب منه أن يستغفر لك قبل أن يدخل بيته".أما أن يقدم الناس على أعمال مذمومة تحت ذريعة استقبال الحاج فهذا، يقول الإدريسي، أمر مذموم، إذ كيف يعقل أن يعود الإنسان وقد غفرت ذنوبه، وجدد عهده مع الله، لتنتهك حرمات الله بسبب عودته من الحج.
تجربة مجلس الحجاج
من الحجاج من يعود من البيت الحرام وكأنه حصل على جواز اقتراف المعاصي، ومنهم من يصبح أكثر مما كان عليه قبل الحج ومن هؤلاء من أصبح موضوع للنكتة والاستهزاء بسبب الانفلات السلوكي بعد الحج، والسبب أن هؤلاء الحجاج يعتقدون أنهم أنهوا مشوار المحاسبة وأنهم قد غفرت ذنوبهم وكفى.ولكي لا تنفلت الأمور عن نصابها، ولكي يبقى الحجاج على عهدهم مع الله ينبغي بذل جهود حثيثة حتى يستمروا في إتيان الطاعات والبعد عن المحرمات، وفي سبيل ذلك يجتهد كل حسب قدرته.ويوصي الدكتور شفيق الإدريسي الحجاج بالاستمرار في مجلس راتب، مذكرا أن عددا من الحجاج المغاربة أثبتت التجربة نجاحهم عبر استمرارهم في مجلس راتب للحجاج والحاجات يكون شهريا أو مرة لمدة معينة يتذاكرون فيه ويستمرون في أنوارهم.
وأكد الإدريسي أن هؤلاء يجتمعون على مادة شرعية سواء تعلق الأمر بمادة في التفسير أو السيرة النبوية أو غيرها من المواد مرفوقة بتجديد العهد، لأان رؤية هؤلاء لبعضهم تذكرهم بالمقامات التي كانوا فيها وهم يؤدون مناسك الحج ولذلك يستمرون على عهدهم مع الله وصلتهم به.
وأضاف الإدريسي أن هذا الاجتماع نوع من اللحمة التي تجعل الحاج يروم فعل الخيرات بدل الانسياق وراء الملهيات، وهو بمثابة تذكر بعد نسيان قد يصيب الإنسان مع مرور الزمن.
وفي الأثر سُئل الحسن البصري رحمه الله: ما الحجُ المبرور؟ قال: أن تعودَ زاهدًا في الدنيا، راغبًا في الآخرة، فليكن حجُك حاجزًا لك عن مواقعِ الهلكة، ومانعًا لك من المزالقِ المُتلفة، وباعثًا لك إلى المزيد من الخيرات وفعلِ الصالحات، واعلم أن المؤمن ليس له منتهى من صالحِ العمل إلا حلولُ الأجل، فما أجملَ أن تعود بعد الحج إلى أهلك ووطنك بالخُلُقِ الأكمل، والعقلِ الأرزن، والوقارِ الأرْصَن، والعِرض الأصون، والشِيَمِ المرْضية، والسجايا الكريمة، ما أجملَ أن تعود حَسَنَ المعاملة لقِعادك، كريمَ المعاشرةِ لأولادك، طاهرَ الفؤاد، ناهجًا منهج الحق والعدل والسداد، المُضْمَرُ منه خيرٌ من المظهر، والخافي أجملُ من البادي، فإن من يعودُ بعد الحج بهذه الصفات الجميلة والسمات الجليلة فهو حقًا من استفاد من الحجِ وأسراره ودروسه وآثاره.
فاللهم تقبل من الحجاج حجهم ، واجعله مبرورًا، وسعيهم مشكورًا، وذنبهم مغفورًا، اللهم وأعدهم إلى أوطانهم وأهليهم وذويهم ومحبيهم سالمين غانمين برحتمك يا أرحم الراحمين".
شفيق الإدريسي، ضيف على قناة المجد |
شفيق الإدريسيفي مؤتمر دولي : من انسان الغاية إلى المجتمع الراشد |