Sábado, 23 Noviembre 2024

إلياس بلكا، في كتاب آل العوفي

 

في كتاب "آل العوفي"

 

الذائعو الصيت من آل العوفي المعاصرين

 

في المجال الديني

 

 

♦ هو حفيد المرحومين، عيشة بنت سي محمد أمقران العوفي، والقاضي الحاج سي اعمر أطراري. ولد بمدينة الناظور.

مساره الدراسي:

♦ تابع دراسته الابتدائية والثانوية بالحسيمة.

♦ أما الدراسة الجامعية والعليا فقد تابعهما بكل من جامعة محمد الأول بوجدة، وجامعة محمد الخامس بالرباط، بالتتابع.

♦ حاصل على الإجازة في الدراسات الإسلامية من كلية الآداب بجامعة محمد الأول بوجدة سنة 1992، وعلى دكتوراه الدولة في الفكر الإسلامي والعقيدة سنة 2002،

♦ حاصل على إجازة في القانون العام، بالفرنسية (العلاقات الدولية)، من جامعة محمد الخامس بالرباط سنة 2006.

♦ حاصل على شهادة التأهيل الجامعي (أستاذ مشارك) من جامعة محمد بن عبد الله بفاس سنة 2007،

مساره المهني:

♦ عمل  خلال الفترة 2003 إلى 2008 أستاذاً مساعداً، ثم مشاركاً في جامعة محمد بن عبد الله بفاس.

♦ يعمل منذ العام 2009 أستاذاً مشاركاً بمعهد دراسات العالم الإسلامي، جامعة زايد، بدبي، دولة الإمارات العربية المتحدة،

إنتاجه الفكري:

♦ له العديد من المؤلفات، من أبرزها: الاحتياط من أصول الشريعة الإسلامية ـ الغيب والعقل ـ استشراف المستقبل في الحديث النبوي ـ النظرية الإسلامية في الكهانة ـ مشكلات افتراق الأمة إلى سنة وشيعة: الأصول والحلول، وهو الكتاب الذي نال عليه الجائزة العالمية للدراسات الإسلامية والفكر الإسلامي (الجمهورية التونسية، 2010).

♦ وبالإضافة إلى مؤلفاته، له نحو أربعين عملا منشورا، بين مقال وترجمة ومراجعات الكتب، نشر ذلك بصحف ودوريات متنوعة...

 

إلياس بلكا يتسلم جائزة "العالمية للدراسات الإسلامية"، لسنة 2010 ، من الرئيس التونسي، زين العابدين بن علي،

عن كتابه "مشكلات افتراق الأمة إلى سنة وشيعة.. الأصول والحلول"، بحضور الرئيس الفلسطيني، محمود عباس.

 

ولمعرفة المزيد عن حياة إلياس بلكا، واهتماماته الفكرية، أورد الحوار التالي الذي أجراه معه بدر أعراب، ونشره في الجريدة الالكترونية "ناظور سيتس"، تحت عنوان: 

"المفكر الإسلامي المعروف إلياس بلكا في حوار مع ناظورسيتي حول نشأته بالريف ومشروعه الفكري"

 

س ـ كسؤال تقليدي سنستهل به حوارنا.. من أنتم أستاذ بلكا؟

ج ـ أشكر بداية ناظور سيتي على مبادرتها الكريمة بإجراء هذا الحوار، وبالانفتاح على أبناء الريف، كما اشكر الصحفي الشاب الواعد بدر أعراب، أتمنى له التوفيق في مشوراه الإعلامي

ولدت بمدينة الناظور، ووالدي محمد من قرية أنوال المكافحة، وكان أبوه، أي جديّ أحمد، ممّن جاهد بيده في معركة أنوال العظيمة، أما جدّي من الأم فهو أتراري عمرو، كان قاضيا لبني بويفرور ومن علماء الناظور، ومن العُبّاد.. رحم الله الجميع.. ثم رحلت في طفولتي الباكرة إلى الحسيمة حيث حصلت على الباكالوريا.. فأنا ابن المدينتين والمنطقتين، أو قل: ابن الريف بصفة عامةأكملت دراساتي الجامعية بوجدة، والعليا بالرباط، أشتغل الآن أستاذا بجامعة فاس.. ولا شيء كبير يميّز نشأتي عن أقراني في هذه المرحلة

س ـ منذ متى بدأت رحلتك الفكرية وكيف كانت المخاضات الأولى وإرهاصات البداية؟

ج ـ بدأت الرحلة الفكرية في زمن مبكر نسبيا، في سِنِي المراهقة، حيث كان الشباب آنذاك يقرؤون أكثر من الجيل الحالي.. فقرأت كثيرا في علوم الدين والعلوم الطبيعية والآداب والتاريخ والثقافة العامة.. بالنسبة للثقافة الإسلامية قرأت بعض التفاسير المختصرة وبعض شروح الحديث وكتبا عامة كمنهاج المسلم.. وفي الفكر الإسلامي خاصة قرأت كتب أمثال محمد الغزالي وسيد قطب ومحمد قطب ويوسف القرضاوي وعماد الدين خليل.. وعشرات غيرهم، وترجمات عن غارودي وغيرهلكن التكوين الحقيقي كان بمرحلة مابعد الباكالوريا حيث عكفت سنوات طويلة على دراسة العلوم الشرعية، وهي تخصصي الأصلي، فقرأت كثيرا في علوم القرآن، وفي الحديث وعلومه، وفي الفقه وأصول الفقه وتاريخ الفقه، والعقائد وعلم الكلام والفلسفة الإسلامية.. الخ..؛ وتعمقت أكثر حين أنجزت دبلوم الدراسات العليا في موضوع: الاحتياط من أصول الشريعة. ثم في مرحلة إعداد دكتوراه الدولة انفتحت على الثقافة الغربية، فقرأت كثيرا من الروايات الكلاسيكية، وبعض كتب الفلسفة بداية من أفلاطون، ومقدمات في العلوم الإنسانية كعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا والتاريخ وعلم النفس والابستيمولوجيا.. وكان ثمرة ذلك أطروحة ضخمة في موضوع استشراف المستقبل من منظور الإسلام، بالمقارنة مع ما وصلت إليه المعارف الحديثة.وقد أتقنت في هذه المرحلة اللغة الفرنسية، كما حصّلت قدرا مهما من اللغة الإنجليزية.. حصلت أيضا على إجازة أخرى في القانون، فرع العلاقات الدولية، لذلك عندي بعض الاهتمام بالشؤون السياسية والاستراتيجية

س ـ حضرتك ذائع الصيت على امتداد خارطة العالم الإسلامي، ببحوثك القيمة ومقالاتك الفكرية الرصينة، لماذا في نظرك لا تعرفك سوى القلة من الصفوة الريفية دون غيرها؟

ج ـ لا أدري، ربما الجواب عند غيري. لكن عندي تجربة لما كتبت مقالة نشرت في جزءين بعنوان: نصيحتي للريف وأهله... في 2011، لاحظت أن ردود الفعل كانت سلبية في الأكثر. يبدو أن بيئتنا الريفية لا تتقبل بسهولة أبناءها، أوْ لا تبحث عن إنتاجهم.. في الحقيقة لا أدري

س ـ ما قضايا الفكر التي تشتغل في حقولها تحديدا؟

ج ـ هي قضايا كثيرة، وها هي لائحة كتبي المنشورة والمطبوعة تعطي فكرة عن انشغالاتي، وأكثرها متاح على النت مجانا

1ـ الاحتياط في الشريعة الإسلامية. 2- مقدمة في التنجيم وحكمه في الإسلام. 3- النظرية الإسلامية في الكهانة. 4- الغيب والمستقبل. 5- الغيب والعقل (دراسة في حدود المعرفة البشرية). 6- جولات في الدوريات الفكرية الفرنسية الكبرى. 7- استشراف المستقبل في الحديث النبوي.  8- الوجود بين مبدئي السببية والنظام. 9- إشكالية الهوية والتعدد اللغوي في المغرب الكبير: المغرب نموذجا

أما الكتب الجاهزة والمرشحة للطبع، فهي:1- الفكر الجيوبوليتيكي زبيغنيو بري جينسكي، من خلال كتابه "رقعة الشطرنج الكبرى". كتاب بالفرنسية.2 - مشكلات افتراق الأمة إلى سنّة وشيعة. الأصول والحلول. 3- علوم السنة الشريفة: إرث الماضي وتحديات الحاضر. 4- آفاق جديدة في البحوث الإسلامية: أكثر من مائة قضية مقترحة للاجتهاد المعاصر.5- مشكلة الاستدلال في الفقه المالكي: تطبيقات فقهية من فقه الأسرة.. ومئات المقالات والأبحاث والترجمات المنشورة، بعضها بمدونة المؤلف

س ـ ما رأيك في القائلين إن الريف تنعدم فيه نخبة حقيقية قادرة على النهوض بالأوضاع، إنْ على كافة المستويات والأصعدة منه الفكرية طبعا، لا سيما وأن الباحث الريفي المعروف عز الدين عزام وهو أحد المشتغلين على القضايا الإسلامية المعاصرة، يقول إن الدولة من تعمدت تصدير ثقافة إنهزامية تلوكها الألسن هنا بالريف الذي يحبل بالنخبويين أمثالك؟

ج ـ في الحقيقة ليس عندي المعلومات الكافية.. موضوع الريف هو موضوع الجهوية، والهويات الجهوية.. وهو موضوع حديث، وغامض في أكثر العالم.. أعني لما تلاحظ وجود مشكلات عند الكاطالان والباسك بإسبانيا، والقوميات الثلاثة ببلجيكا، وكورسيكا بفرنسا، ونحو ذلك.. تجد أن الجميع في ورطة: الجهات والمرك. ثم لا يمكن فصل الريف عن الحداثة التي غزت العالم الإسلامي كله فقلبت أوضاعه رأسا على عقب، ولا عن ظهور الدولة الحديثة بخيرها وشرها. عموما رأيي أن على الريف أن يعرف حدوده جيدا، من النواحي السكانية والاقتصادية والسياسية والجغرافية.. وغيرها.. معرفة هذه الحدود وطبيعة المنطقة في الماضي والحاضر شرط ضروري لكل تنمية أو إصلاح بالريف. وقد كتبت عن هذا مقالا طويلا يوجد بمدونتي على النت

س ـ كيف تفسر وجود مدٍّ شيعي بمناطق بحالها بالريف كالحسيمة التي تعد هنا أبرز مثال؟

ج ـ تخترق الريف كسائر جهات المملكة جميع التيارات الفكرية والسياسية، لذلك لا غرابة أن يوجد به التشيع. لكن يبدو كما ذكرتم في السؤال أنه في الحسيمة أكثر منه في الناظور أو تاركيست مثلا.. هذا يعود لأسباب اجتماعية ونفسية وثقافية في ظني الغالب، وليس لأسباب علمية. لذلك دراسة هذه الخلفيات العميقة لسكان المنطقة يمكن أن تعطي تفسيرات لظواهر كثيرة. لذلك يبدو أن الريف ليس واحدا، بل هو "أرياف".. والمقارنة بين المدينتين الأساسيتين بالريف الشرقي، أي الحسيمة والناظور، دليل على هذا.. حتى صنهاجة تاركيست لمّا وجدوا أنه في هذه المنطقة كلٌّ يغني بليلاه.. فإن الاتجاه العام بينهم هو الحرص على خصوصيتهم المحلية ومصالح إقليمهم.. لذلك اختاروا التوجّه غربا لا شرقا.. لأن الشرق مثلا يعتبرهم جبالة، ولم يحاول أن يمدّ إليهم أي نوع من أنواع التكامل والتعاون. وأنا أتفهم موقفهم، بل أتعاطف معه.بالنسبة للحسيمة خاصة، ربما من أسباب انتشار التشيع في بعض الأوساط لا كلها، هو ثقافة نفسية تتحفّـظ على كل ما يأتي من المركز، من "الغرب".. هناك رفض مبطن للقادم من هناك، حتى في المجال الثقافي.. هو نوع من العناد اللاشعوري الذي يغلّــف بغلاف إيديولوجي.. هذا الغلاف يتغيّر بحسب الزمان، فمرّة هو ماركسي متطرف، ومرة هو سلفية متشددة، ومرة هو تشيّع، وفي المستقبل القريب الله أعلم ما يكون. مع العلم أن التشيع بالمدينة يمسّ فئات محدودة لا عموم الساكنة
س ـ هل هناك إصلاح حقيقي يمس الحقل الديني بالمغرب وفق المتوخى؟ أم أن هذا "الإصلاح" لم يرقَ بعد إلى تسميته كذلك، طالما أنه لا مندوحة من أن يكون مصدره أوساط النخبويين وغير نابع من الجهات الوصية؟

ج ـ الإصلاح الديني هو مشروع الأمة كلها، ولا يمكن لبلد واحد مهما كان ثقله الديني والتاريخي والسياسي أن ينفرد بإنجازه؛ ويجب أن يركز مشروع الإصلاح على مستويات ثلاثة

1 ـ مستوى الدين: يجب أن نعود إلى قراءة النصين المقدسين: القرآن والسنة الشريفة، فنفهمهما كما يريد منّا الوحي أن نفهم، ونحاول أن ندرك بأكبر درجة ممكنة من الدقة ماذا يريد منـّا القرآن الكريم، أفرادا وجماعات، بحيث نستخلص الإطار العام المجرد، نوعا ما،عن ظروف الزمان والمكان.. هذا المجهود سيعطينا النظرية العامة، والمُوجهات الفكرية والتشريعية والأخلاقية الكبرى.

2 ـ مستوى التراث بصفة عامة: وهنا علينا أن نجري استقراءً واسعا لتراثنا وتاريخنا، فنتعرف على تجارب أسلافنا في الماضي: كيف قرؤوا النصين المقدسين، وكيف تفاعلوا مع ظروفهم الخاصة، ماذا أنجزوا وفيـم أخفقـوا، ثم -وهذا أيضا مهـم- ماذا ورّثوا لنا؟ ما طبيعة هذا الموروث، كان إيجابيا أو سلبيا؟ فهم مثلا ورّثوا لنا مشكلة المذهبية خاصة الانقسام السني - الشيعي.. يجب أن نحدّد كل هذه الأمور بدقة ونجيب عن هـذه الأسئلة الجوهرية

3 ـ على مستوى العالم والعصر: يجب أن نفهم زماننا حقّا على جميع المستويات: الإيديولوجية والسياسية والجغرافية والعسكرية والاقتصادية والإعلامية والتقنية والإنسانية.. وهذه مهمة ضخمة، إذ أكثر العصور تعقيدا طوال التاريخ البشري كله هو عصرنا الحديث: خاصة القرنان الأخيران. ونحن نعيش في بيئة واحدة وقرية كونية صغيرة.. لذا يستحيل أن نحقق شيئا إذا لم نكن نملك الأدوات والدراسات والخبرات اللازمة للوعي بالعصر وسياقاته.. 

ويستحيل على أفراد –مهما كانوا في النبوغ والاجتهاد – أن يحققوا المطلوب في هذه المستويات. لايمكن لعقل واحد أن يحيط بالدين وما نشأ حوله من الإنتاج، وبالتراث الإسلامي الضخم الذي عمره أربعة عشر قرنا.. هذا عمل آلاف العلماء والمفكرين والخبراء الذين يُفترض أن يشتغلوا جماعات وأفرادا طيلة مدة زمنية كافية.. 

من هؤلاء وغيرهم سيبرز الذين سيعملون التركيب المطلوب، الذين سيكتشفون "الخلطة" المناسبة، الذين سيجمعون ما تناثر من دراسات وأفكار واقتراحات.. فيصوغون مشروعا ضخما للنهوض يحتوي بدوره على مئات المشاريع العملية الصغيرة.. 
إلى حدّ ما هكذا تمت نهضة أوربا منذ أيام اتصالها بالحضارة الإسلامية وتعلمها منها، هكذا اشتغلت عقول أوربا في القرون الرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر.. ثم تفجرت النهضة الأوربية قوية ومبدعة في أكثر المجالات في القرون اللاحقة.لكن، وللـه الحمد، بسبب تطورات الاتصال والانتقال والمعارف.. لا نحتاج الآن لكي نحقق نهضتنا لقرون، وبالمقابل لابد من بضعة عقود ليولد لنا مولود حقيقي.. هو ثورة كاملة.. وحضارة إنسانية ومبدعة.. تكون هدية إلى العالم كله

س ـ أستاذ بلكا هل حضرتك تنُوءُ بحمل مشروعٍ فكريّ على غرار الجابري؟ هلا تطلعنا على أبرز معالمه؟

ج ـ رحم الله محمد عابد الجابري، فهو مفكر من العيار الثقيل قلّ مثيله. لذا لا يمكن أن أُقارَن به. لكن شرحت في بعض المقالات أن الحقول التي اشتغلتُ عليها هي تقريبا نفس الحقول التي اشتغل عليها الجابري، مع فارق أنه قدّم دراسات نظرية شاملة بينما قدمتُ دراسات جزئية معمقة، ولكلّ وجهة وفائدةوتوجد قضايا مهمة أشتغل عليها، أو أنوي الاشتغال عليها. أبرزها:المسألة القومية، خاصة نموذج الأمازيغية بالمغرب الكبير. وأنوي مقارنتها بالمسألة الكردية بالشرق.. ـ قضية المرأة والنسوانية ـ الحداثة وما بعدها، والبديل الإسلامي والعالم ثالثي الممكن لعالم الحداثة ـ التقريب بين الفكرين الصوفي والسلفي ـ إعادة طرح سؤال اليسار الإسلامي ـ تاريخ الدعوة الإسلامية ومشروع استئنافها اليوم ـ البحر مجالا للتنافس الإسلامي-الأوربي في التاريخ

كما أنوي في المستقبل المتوسط تقديم أفكار مختلفة تتعلق ببلدنا، يكون عنوان الكتاب: "مشروع للمغرب. وهذا كما ترى لا يشكل مشروعا فكريا متكاملا وشاملا على طريقة جيل الجابري والتيزيني والعروي.. فجيلنا نحن لم يعد يزعم القدرة أو الرغبة في تقديم مشاريع إصلاحية كاملة وعيا منه بأن هذه المهمة تحتاج لتعاون وجهد جماعيين

 

إلياس بلكا في الندوة الدولية الأولى ببرشلونة

المسلمون وسبل التعايش مع قيم المجتمعات الأوربية

محاضرة لإلياس بلكا، في موضوع

"المدرسة و بناء القيم"